أصحاب الأقلام النابضة .... حملة رسالة الحرف حين يكتبون
فإن كلماتهم التي يكتبونها .... ليست كالكلمات ......
إنها نبض أرواحهم ..... وعزف جراحهم .....ووجع قلوبهم ....
هي أملهم .... وعشقهم .... وحبهم .... ينساب في الحرف لحناً .....ووحياً ..... ومعناً....
هي قلوبهم تمتد بين الجرح والشمس ... ترسم قوساً من ورود .... وتنثر عطراً من أمل.....
هي أرواحهم تحمل الكلمات ..... تطير بها في سماء الخالدين ....تحلق في مدارات الراحلين نحو النور....
هي غيماتهم ... تنبع بغيث الذكريات ...... وماء الروح ..... تنساب منها حبات مطر حالم ينزل .... فيسقي ويروي .... ليعيد للطريق خضرتها ..... وللوجوه نضارتها ...... فيحيل البعد قرباً .... والهجر وصلاً .... ويرسم في الوجود لوحات الأمل
هي كلماتهم تكتبهم .... لا يكتبونها ....
تحكيهم ...... لا يحكونها ....
ليسوا بحاجة لأن يتكلفوا المشاعر ...... هي تفيض من القلب والروح .... مثقلة بها غيومهم ..... مشبعة بها نسائم أرواحهم.....
حين تلامس أهداب وردة ... ترتسم على جدرانها نبضاً من ندى علوي ..... ينتظر شمس النهار .... كي تحفز القطرات ...... لتعود هناك في رحلة الصعود .... الى أحضان غيمة ...... تستعد لترحل معها من جديد ..... هكذا هي حركة الحياة...
فإن أجدبت أرضهم ... أمدوها بحروف عشق ..... تحمل نبض الروح .... وماء القلب ...... والكثير من الأمل ....
فما قيمة الكلمات ...
إن لم تحِلِ الهمَّ بسمة .....
وتغرس في صحارى الكون نخلا....
وتزرع الوردات في أرض الحبيبْ
:
ما قيمة الكلمات ....
ما لم تعانق الشهداء
وتصنع من دماء العشق ترياقاً
يزيل الجبن من عمر الشعوب
:
ما قيمة الكلمات
ما لم تزِلْ ظلماً
وتكشف الآتين من رحم الذنوبْ
:
ما قيمة الكلمات
ما لم توقد في طريق السالكينَ
ألف شمعةٍ
تهدد الظلماتْ
تبشر الآتين بالنور القريبْ
:
ما قيمة الكلمات
ما لم ترتسم
نبضات سعدٍ
في قلوب العاشقين
وتمسح الدمعات
عن عيون المثقلين بالوجع العنيدْ
هم لا يزالون
يرقبون بدرهمُ السليبْ